الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

الأجيال الجديدة أكثر تقديرا لقيمة التوفير


يجب أن تفخري بنفسك بوصفك إحدى بنات الأجيال الجديدة التي أظهرت مقدرة أكبر بكثير من الأجيال التي سبقتها من حيث التعامل بنجاح مع المشاكل المالية. لا تتعجبي، فهذه هي النتيجة التي وصلت إليها إحدى الدراسات الحديثة التي أجرتها مؤسسة أمريكية قسمت الفئات العمرية والأجيال إلى أقسام تحمل أسماء من A لأجيال المسنين، وحتى Z للشباب والمراهقين.

 

وبعد البحث والتقصي، وجدت الدراسة أن الجيل Z الذي يشمل الفئات العمرية من سن 13 - 22 سنة قد أظهر مهارات أكبر من الأجيال السابقة عليه في تقدير قيمة التوفير، والعمل على أرض الواقع بالمثل الشعبي الذي يقول: "القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود".

 

وطبقا للدراسة، فقد نجح كل عضو من أعضاء الجيل Z ممن شملهم البحث في ادخار مبلغ لا بأس به خلال فترة محددة من خلال توفير القليل من مصروفهم الشخصي بشكل ثابت، كما أن البعض منهم كان يخطط بالفعل لمساعدة أهله في دفع مصروفات تعليمه الجامعي من مدخراته الخاصة، للتخفيف عنهم في المستقبل.

 

كل هذا يعني توافر قدر كبير من الوعي والتفكير السليم وتقدير قيمة المال لدى الأجيال الجديدة التي تنتمين إليها عزيزتي القارئة، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الاستعداد لتحمل المسئولية لديهم.

 

وبتحليل هذه النتيجة، توصل الباحثون إلى أن السبب خلف نمو الوعي بدرجة كبيرة لدى الأجيال الجديدة حول أهمية التوفير والإدخار يرجع إلى مرور الاقتصاد في مختلف دول العالم بأزمات كبيرة في السنوات العشر الأخيرة، وهو ما جعل المراهقون والشباب يعرفون قيمة المال، ويحرصون على الادخار لمساعدة أسرهم في الفترات التي يمرون بها بعدم استقرار مادي يهدد تلبية الطلبات الأساسية للأسرة أو لتحسين مستقبلهم الشخصي من خلال الالتحاق بدراسة أفضل، والتي بالتبعية تحتاج إلى المزيد من المال قد لا يملكه الوالدان.

 

أي أن الأجيال الجديدة أدركت بحالة من النضج العقلي المبكر أن ادخار المال هو وسيلتهم للإحساس بالأمان الاقتصادي وعدم مواجهة مشاكل مالية في المستقبل كتلك التي يعاني منها الأهل الآن.

 

وهذا ما جعل 75% من المشاركين في التجربة من الفئة Z يقررون أن ادخار المال له أولوية مطلقة في حياتهم، بينما تجاوز 11% منهم هذه المرحلة من التفكير إلى الأبعد منها، وهو وضع الخطط التي يحتاج تنفيذها إلى المال كالالتحاق بالدارسة في جامعة معينة، ووضع هذا الهدف نصب أعينهم لتوفير ما يكفي من المال من أجله.

 

لكن المشكلة تبقى في النسبة الباقية من الفئة Z، وهي حوالي 13 % ، والتي لم تدرك بعد أهمية التوفير، وتحيا حياة خالية من الوعي بقيمة المال والادخار، لذا تجدهم دائما ينفقون كل ما يحصلون عليه أولا بأول، ويتجاوز الأمر هذا الحد، إلى درجة الاعتماد على الاقتراض البنكي من خلال الحصول على المشتريات المختلفة عن طريق البطاقات الائتمانية، وبما يتجاوز الرصيد المسموح لهم به، مما يدخلهم في دائرة الفوائد البنكية على المبالغ التي يدينون بها، والتي يضطر الوالدان لسدادها في النهاية، مما يزيد من الأعباء الملقاة على كاهلهم نتيجة عدم إحساس الأبناء من المراهقين وشباب الجامعة بالمسئولية.

 

والآن ماذا عنك، وعن أشقائك وصديقاتك المقربات؟ هل تشعرين أن نتائج هذه الدراسة حقيقية بالفعل، وتعبر عن الواقع، وأن الغالبية العظمى من النماذج المقاربة لك في السن، والتي تلتقين بها على أرض الواقع، تحمل بالفعل قدرا كبيرا من الوعي بقيمة المال وضرورة الادخار وتحمل جزءا من المسئولية المادية لمساعدة الوالدين؟ أم أنهم غير ذلك، ولم يتعلموا بعد هذه القيم المهمة، ويعيشون حياة مستهترة خالية من الإحساس بالمسئولية، ويطبقون مبدأ: "اصرف ما في الجيب، يأتيك ما في الغيب"؟


المصدر: كونى انثى
 

مدوناتي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

عن المدونة

جمالك سيدتى Copyleft © 2009 Blogger Template Designed by Bie Blogger Template
تعريب : Abed