إذا كان النجاح في الحياة الزوجية يعد من
أكبر وأهم التحديات التي تواجه الزوج والزوجة،
وإذا كان لا يمكن القطع بأن كل زوجين مضت على زواجهما
أعوام طويلة، سعيدان في حياتهما أو راضيان عن زواجهما،
فإن اعتبارات كثيرة تقتضي في كثير من الأحيان استمرار العلاقة الزوجية
مثل العادات والتقاليد والشكل الاجتماعي،
وصالح الأبناء، واقتناع الزوجة بأن عليها أن تستمر
في مؤسسة الزواج حتى وإن كانت فاشلة.
ولأنّ الكثير من مؤسسات الزواج تتداعى
وتنهار في منتصف الطريق، ربما بسبب تسرب الملل إلى حياة الزوجين،
أو تحول الحبِّ إلى مشاعر روتينية تفتقر إلى التجديد والحيويّة،
فمن الضروري أن تسأل كل زوجة نفسها عما إذا كانت حياتها الزوجية
تسير في مسارها السليم،
وعمّا إذا كانت متأكدة من أنّ الأمر سيسير
على نفس النحو خلال السنوات العشر المقبلة.
تؤكد "سوزان كامبل"، خبيرة العلاقات الزوجية،
أنّ الزوجة الذكية هي التي تركز جهدها في إبقاء جذوة الحب
مشتعلة في قلب زوجها. من خلال جذبه إلى عالمها،
وتزيين ميولها في نظره، وعندئذ يمكنها ازدياد قناعته وتعلقه بها،
وتنصح "سوزان كامبل" كل امرأة بأن تبتعد عن التوتر؛
حتى لا يتحوّل خلافها مع زوجها إلى شجار،
كما يجب على كل زوجة أن تضع في اعتبارها أنّ الاختلاف
مع الزوج مسألة طبيعية، أمّا الشيء غير الطبيعي
والخطير فهو تحويل الخلاف إلى معركة يحاول أحد الزوجين أن ينتصر على الآخر.
وفي اعتقاد "جامي تيرندروف"، مستشار الزواج،
أنّ اعتماد مبدأ الصدق والصراحة بين الزوجين
منذ البداية يختصر الكثير من المسافات بينهما،
فمثلاً عند نشوب أي خلاف بينهما يقتضي التصرف السليم الإقبال
على مناقشة وجهات النظر، والتحدث بصراحة عن الأشياء
التي يشعر أحدهما بأنّها تؤذي مشاعره،
لكنّ من الضروري أن يتم ذلك في إطار أن كل
واحد منهما سيعود إلى سابق عهده بعد الانتهاء من النقاش.
ولن يحتفظ في داخله بأشياء ضد الآخر،
وبهذا المفهوم يمكن بناء علاقة مرنة قادرة على الصمود في وجه العواصف.
إنّ عامل الثقة في رأي معظم خبراء العلاقات الزوجية
يلعب دوراً كبيراً في تجاوز الأزمات
التي تنشب بين الزوجين، وعندما تثق
الزوجة بزوجها لن تشعر بالخوف منه،
ولن تسيطر عليها الوساوس، وفي المقابل
عندما يشعر الزوج بأن زوجته تثق فيه
سيتضاعف إحساسه بالمسؤولية تجاهها.