الأربعاء، 25 يوليو 2012

الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم


إن نعم الله تعالى على عباده كثيرة لا تحصى، وأعظم نعمة أنعم الله بها على الثقلين ـ الجن والإنس ـ أن بعث فيهم عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، محمداً - صلى الله عليه وسلم - ليخرجهم به من الظلمات إلى النور، ويرشدهم إلى سبيل النجاة والسعادة، وقد نوّه الله بهذه النعمة العظيمة في كتابه العزيز فقال: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } (آل عمران:164 ) .

ولما كانت نعمة الله تعالى على المؤمنين بإرسال رسوله - صلى الله عليه وسلم - إليهم عظيمة، أمرهم الله تعالى في كتابه العزيز أن يصلوا عليه ويسلموا تسليما، بعد أن أخبرهم أنه وملائكتَه يصلون عليه، فقال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (الأحزاب:56).

ذكر ابن كثير في تفسيره: " أن الله سبحانه أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا .." .

وقال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : " يصلون: يُبرِّكون، أي يدعون له بالبركة ".

وقال البخاري : قال أبو العالية : "صلاة الله: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة: الدعاء" .

والصلاة والسلام على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أفضل القربات، وأجل الأعمال ..



أما كيفية الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - فقد بيّنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه حين سألوه عن ذلك، وقد وردت هذه الكيفية من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - .

عن كعب بن عجرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( قيل يا رسول الله، أمّا السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟، قال: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) ( البخاري ) .

وعن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: ( أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟، قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم ) ( مسلم ).

وهذه (الكيفية) التي علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه إياها عندما سألوه عن كيفية الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - هي أفضل كيفيات الصلاة عليه ..

وممن استدل بتفضيل الكيفية التي أجاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بها، الحافظ ابن حجر في فتح الباري، فقد قال: " واستدل بتعليمه - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه الكيفية بعد سؤالهم عنها بأنها أفضل كيفيات الصلاة عليه، لأنه لا يختار لنفسه إلا الأشرف والأفضل .." .



وقد درج السلف الصالح، ومنهم المحدِّثون بذكر الصلاة والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم - عند ذكره بصيغتين مختصرتين: إحداهما: ( صلى الله عليه وسلم )، والثانية: ( عليه الصلاة والسلام ).

وقال النووي في كتاب الأذكار: " إذا صلى أحدكم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فليجمع بين الصلاة والتسليم، ولا يقتصر على أحدهما، فلا يقل: (صلى الله عليه) فقط، ولا (عليه السلام) فقط ".



أما فضائل وثمرات الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ  فقد ذكر ابن القيم في كتابه( جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ) فضائل وثمرات كثيرة للصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، منها :

امتثال أمر الله تعالى، وسبب للحصول على الحسنات ورفع الدرجات ومحو السيئات، وشفاعته يوم القيامة لمن يصلي عليه، وأنها سبب لقرب المسلم من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم القيامة، وأنها سبب لصلاة الله والملائكة على المسلم، وسبب استجابة الدعاء، وسبب لمغفرة الذنوب وجلاء الهموم، وسبب لطيب المجلس، وأنها تنفي عن قائلها صفة البخل، وسبب لدوام محبة قائلها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأنها متضمنة لِذْكر الله وشكره، ومعرفة نعمه على عباده بإرساله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهداية الناس ..



صلاة بصلوات



عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا ) ( مسلم )، وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( منْ ذُكِرتُ عنده فليصل عليَّ، ومن صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا ) ( النسائي )، وعن عامر بن ربيعة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ( ما من عبد يصلي عليَّ إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي علي، فليُقِل العبد من ذلك أو ليكثر ) ( أحمد ).



رفع للدرجات وحط للسيئات


عن أبي طلحة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( أصبح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر. قالوا يا رسول الله: أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر. قال: أجل، أتاني آت من عند ربي عز وجل، فقال : من صلى عليك من أمتك صلاة، كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها ) ( أحمد ).



مغفرة للذنوب وكفاية الهموم

عن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه . قال أُبَي :  قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي(دعائي)؟ فقال: ما شئت . قال: قلت: الربع؟، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك . قلت: النصف قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك . قال: قلت: فالثلثين؟، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك . قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟، قال: إذا تُكفى همك ويغفر لك ذنبك ) ( الترمذي ).



المصدر: اسلام ويب


 

مدوناتي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

عن المدونة

جمالك سيدتى Copyleft © 2009 Blogger Template Designed by Bie Blogger Template
تعريب : Abed